مؤتمر RSAC 2025: عندما يصبح الذكاء الاصطناعي حارس المستقبل الرقمي

في اليوم الثالث من مؤتمر RSAC 2025 في سان فرانسيسكو، شهد عالم الأمن السيبراني تحولًا محوريًا في النقاشات التي دارت حول الذكاء الاصطناعي ودوره المستقبلي في حماية الأنظمة الرقمية. اتجهت أنظار الخبراء والمهنيين إلى ما هو أبعد من الحلول التقليدية، حيث تصدّر الذكاء الاصطناعي المشهد كعنصر فاعل في تطوير منظومات أمنية قادرة على التكيّف والتصدي للهجمات المعقدة. برزت مفاهيم جديدة مثل الذكاء الاصطناعي العامل، الذي يتعامل مع التهديدات بشكل استباقي ويملك القدرة على اتخاذ قرارات ذاتية، إضافة إلى الحديث عن الأنظمة الأمنية المستقلة، التي لا تنتظر الأوامر البشرية بل تتصرف فور استشعار الخطر. هذه التوجهات تعكس قناعة متزايدة بأن الاعتماد على الآليات اليدوية لم يعد كافيًا في ظل التهديدات المتطورة التي بات بعضها مدعومًا هو الآخر بالذكاء الاصطناعي. وقد كان أبرز ما كُشف عنه في المؤتمر هو إطلاق نموذج أمان مفتوح المصدر يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يحتوي على 8 مليارات معلمة، ما يجعله من أكثر النماذج تطورًا حتى الآن. هذا النموذج يمثّل نقلة نوعية لأنه يتيح للمجتمع التقني بناء حلول دفاعية أكثر ذكاءً ومرونة، ويسهم في تمكين المؤسسات من مواكبة سرعة تطور التهديدات الرقمية. المؤتمر حمل أيضًا رسالة واضحة: لا مجال للمراوحة في المكان، فالذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل هو الواقع الجديد الذي يُعيد رسم ملامح الأمن السيبراني العالمي.