الرياض ترسم مستقبل الإنترنت المستدام: خبراء عالميون يؤكدون أن البنية التحتية الرقمية هي المفتاح

في قلب العاصمة الرياض، اجتمع نخبة من الخبراء والرؤساء التنفيذيين الدوليين لرسم ملامح مستقبل الإنترنت العالمي، مؤكدين أن استدامة الشبكة أصبحت أولوية لا يمكن تجاهلها. ومع تزايد اعتماد العالم على الإنترنت في الاقتصاد، والتعليم، والاتصالات، شدد المشاركون على أن بناء شبكة أكثر كفاءة وأمانًا وموثوقية هو الطريق لضمان قدرتها على خدمة مليارات المستخدمين حول العالم. وخلال الجلسة الحوارية المصاحبة للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR25)، طرح الخبراء رؤى جوهرية أكدت أن الطريق نحو استدامة الإنترنت يبدأ من تعزيز البنية التحتية الرقمية، مرورًا بدعم التنوع اللغوي والثقافي، ووصولًا إلى تبني أفضل الممارسات التقنية والأخلاقية، وتعميق التعاون الدولي. كما ألقى المشاركون الضوء على طبقات الإنترنت، حيث تضم الأولى التطبيقات والخدمات التي يتعامل معها المستخدمون مباشرة، بينما تكمن الثانية في البنية التحتية الأساسية التي تديرها منظمات مثل ICANN، بما في ذلك أسماء النطاقات وعناوين الأرقام والبروتوكولات، والتي تضمن عمل الإنترنت عالميًا بشكل موثوق ومترابط. وفي هذا السياق، برز الدور المحوري للمملكة العربية السعودية، التي قادت جهود توحيد الموقف العربي داخل الاتحاد الدولي للاتصالات، من خلال رئاستها لاجتماع فريق العمل العربي للتحضير لمؤتمر المندوبين المفوضين، ما يعكس مكانة المملكة كقوة قيادية في صياغة مستقبل الاتصالات العالمية وتعزيز حضور العرب في صناعة القرار الرقمي. إن هذه الجهود تمثل خطوة استراتيجية نحو جعل الإنترنت أداة أكثر فاعلية لدعم الاقتصاد الرقمي العالمي، وتعزيز الاستثمار والتواصل البشري، مما يمهد لعصر جديد من الاستدامة الرقمية التي ستعيد تشكيل خريطة العالم الرقمي.