ميرا موراتي تقود مختبرًا جديدًا لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر اتساقًا
في خطوة قد تُغيّر ملامح صناعة الذكاء الاصطناعي، يعمل مختبر "ثينكينغ ماشينز" (Thinking Machines)، الذي أسسته ميرا موراتي بتمويل يتجاوز ملياري دولار، على مشروع طموح يستهدف جعل استجابات النماذج أكثر اتساقًا وقابلة للتكرار. ويرى مراقبون أن هذا التطوير قد يُحدث تحولًا كبيرًا في وادي السيليكون، حيث تشتد المنافسة على ابتكارات الذكاء الاصطناعي. كشف المختبر في أول منشور بحثي له بعنوان "هزيمة اللاحتمية في استدلالات ماجستير القانون" أن السبب الجذري وراء العشوائية في استجابات نماذج الذكاء الاصطناعي يعود إلى آلية عمل وحدات معالجة الرسوميات (GPU) داخل شرائح "إنفيديا". ووفقًا للباحث هوراس هي، فإن التحكم الدقيق في هذه الطبقة التقنية قد يجعل النماذج أكثر موثوقية وحتمية. ولا تقتصر هذه الخطوة على تحسين دقة الإجابات للمستخدمين والشركات فحسب، بل يُتوقع أن تُحدث ثورة في مجال التعلم المُعزز (RL)، حيث ستجعل الاستجابات المتكررة والموحدة العملية أكثر كفاءة وسلاسة، وهو ما يعزز من سرعة تدريب النماذج. تبلغ قيمة "ثينكينغ ماشينز" اليوم نحو 12 مليار دولار، مدعومة باهتمام قوي من المستثمرين والمنافسين على حد سواء. وكانت ميرا موراتي، الرئيسة السابقة للتكنولوجيا في OpenAI، قد أعلنت في يوليو الماضي أن المختبر يعتزم إطلاق أول منتجاته خلال الأشهر المقبلة، مؤكدة أن هذه الأدوات ستخدم الباحثين والشركات الناشئة بشكل عملي. كما تبنى المختبر نهجًا أكثر انفتاحًا يقوم على نشر مدونات وأكواد بحثية بانتظام، في محاولة لترسيخ ثقافة "البحث المفتوح"، بخلاف التوجه المتزايد لبعض شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى التي أصبحت أكثر تحفظًا مع مرور الوقت. وبينما لا تزال تفاصيل المنتجات المقبلة غامضة، فإن نجاح "ثينكينغ ماشينز" في معالجة مشكلة "عشوائية الذكاء الاصطناعي" سيمنحه ميزة تنافسية نادرة، وقد يبرر بالفعل التقييم الضخم الذي حصل عليه منذ تأسيسه.