الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في رصد الزلازل ومراقبتها

2025-10-14 07:36 AM

أحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في مجال علم الزلازل، إذ أصبح اكتشاف الزلازل الصغيرة أكثر دقة وسرعة من أي وقت مضى. ففي يناير عام 2008، وقع زلزال صغير في مدينة كاليفاتريا بولاية كاليفورنيا بقوة -0.53 درجة على مقياس ريختر، وهو أضعف من اهتزاز مرور شاحنة، ولم يشعر به أحد، لكن العلماء تمكنوا من رصده بدقة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. في السابق، كان رصد الزلازل يعتمد على محللين بشريين يفسرون بيانات أجهزة قياس الاهتزازات، ثم ظهرت الخوارزميات التقليدية التي سمحت بأتمتة جزئية لهذه العملية. غير أن الزلازل الصغيرة كانت تضيع وسط الضجيج الحضري، ما جعل اكتشافها تحديًا حقيقيًا. هذا التحدي تغير مع ظهور نموذج **Earthquake Transformer** الذي طوره باحثون من جامعة ستانفورد عام 2020. يعتمد هذا النموذج على تقنيات تشبه تلك المستخدمة في تحليل الصور والأصوات، لكنه يركز على تحليل الاهتزازات الأرضية عبر الزمن، مما يمكّنه من تحديد الموجات الزلزالية بدقة كبيرة والتفريق بين أنواعها. وبفضله، تضاعف عدد الزلازل الصغيرة المكتشفة مقارنة بما كان ممكنًا في السابق، وهو ما وصفه العلماء بـ “ثورة حقيقية” في هذا المجال. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في رسم صور أوضح لباطن الأرض والبراكين، إذ تمكن باحثون في عام 2022 من استخدام بياناته لتأكيد وجود قناة ماجما خفية تربط بين بركان ماونا لوا ومنطقة باهالا العميقة في هاواي، وهو اكتشاف طالما حيّر العلماء. ورغم هذا التقدم الكبير في الرصد والتحليل، لا يزال التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها هدفًا بعيد المنال. فالذكاء الاصطناعي اليوم يساعد في فهم أنماط النشاط الزلزالي وتحسين دقة الإنذار المبكر، لكنه لم يصل بعد إلى تحديد وقت حدوث الزلازل بدقة. ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن هذه التقنية تمهد الطريق لحقبة جديدة من أنظمة التحذير المتطورة التي قد تنقذ أرواحًا كثيرة في المستقبل.