رئيس سدايا: الذكاء الاصطناعي لم يعد خيالًا علميًا بل أصبح قوة تصنع الحاضر وتبني المستقبل
في كلمة مؤثرة تعكس التحول العميق الذي يشهده العالم في عصر التكنولوجيا، أكّد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم واقعًا ملموسًا يشكل ملامح الحاضر ويقود مسيرة المستقبل، بعدما تجاوز حدود الأبحاث النظرية والخيال العلمي إلى تطبيقات عملية تغيّر وجه الحياة البشرية. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة الشبكة العُمانية للبحث العلمي والتعليم للتكنولوجيا، التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان، بحضور نخبة من الخبراء وصنّاع القرار في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي. وأوضح الغامدي أن المملكة العربية السعودية استثمرت مبكرًا في البيانات والذكاء الاصطناعي، مدركةً أهميتهما الاستراتيجية في بناء المستقبل، وجعلتهما في قلب رؤية السعودية 2030. وأضاف أن تأسيس سدايا عام 2019 كان خطوة محورية لقيادة الريادة الوطنية في هذا القطاع الحيوي وتعزيز مكانة المملكة ضمن الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن السعودية حققت مراكز عالمية متقدمة في مؤشرات الذكاء الاصطناعي، حيث حصلت على المركز الأول عالميًا في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي، والثاني في مستوى الوعي المجتمعي، والثالث في نمو الوظائف المرتبطة به، والرابع في تطوير النماذج الرائدة. وبيّن رئيس سدايا أن الهيئة نجحت في بناء منظومة وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي تعتمد على البنية التحتية الرقمية المتطورة، وتطوير حلول ابتكارية ذكية، إلى جانب تنمية الكفاءات البشرية ووضع الأطر التنظيمية والتشريعية التي تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للبيانات والذكاء الاصطناعي. واستعرض عددًا من أبرز المشاريع الوطنية التي قادتها سدايا، مثل التطبيق الوطني الشامل "توكلنا"، ومنصة "نفاذ" الوطنية للدخول الموحد، والسحابة الحكومية "ديم"، إلى جانب النماذج الذكية المتقدمة مثل النموذج اللغوي العربي الكبير "علام"، ومنصة "بصير" لخدمة ضيوف الرحمن، ونظام "عيناي" للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري، ومنصة "استشراف" للتحليلات المتقدمة. وأكد الغامدي في ختام كلمته أن المملكة تسير بثبات نحو ترسيخ مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمستهلك للتقنيات، بل كدولة مُنتجة ومبتكرة تُسهم بفاعلية في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي، من خلال تبني الابتكار، وتمكين المواهب، وتسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان والمجتمع.