السعودية تبدأ التجارب السريرية لأول طبيب ذكاء اصطناعي في العالم
في إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى العالم، أعلن وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل أن المملكة العربية السعودية بدأت رسميًا التجارب السريرية لأول "طبيب ذكاء اصطناعي"، لتكون من أوائل الدول التي تطبق هذه التقنية الثورية في القطاع الصحي. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ملتقى الصحة العالمي في العاصمة الرياض، حيث أشار إلى أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مستقبل الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وأوضح الوزير أن التجارب يتم تنفيذها بالتعاون مع شركتي "هيوماين" و"لين" بعد حصولهما على موافقة هيئة الغذاء والدواء السعودية، في خطوة تهدف إلى دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تشخيص الأمراض وتقديم الإرشادات الطبية بشكل دقيق وفوري، مما يساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وتقليل الأخطاء البشرية في التشخيص والعلاج. كما أعلن الجلاجل عن إطلاق مشروع "المدرب الصحي الذكي" بالتعاون مع شركة "غوغل"، والذي سيكون متاحًا قريبًا على تطبيق "صحتي"، ليعمل كمرشد صحي شخصي يقدم التوصيات بناءً على البيانات الصحية لكل مستخدم. وأشار الوزير إلى أن هذه المبادرات تأتي في إطار التحول الصحي الكبير الذي تشهده المملكة، حيث تجاوز متوسط العمر المتوقع في السعودية 79 عامًا في عام 2025 بعد أن كان 74 عامًا في 2016، كما انخفضت وفيات الأمراض المزمنة بنسبة 40% ووفيات الحوادث المرورية بأكثر من 60%، متجاوزة بذلك مستهدفات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. وأكد الجلاجل أن التجربة السريرية للطبيب الذكاء الاصطناعي تمثل بداية لمرحلة جديدة في دمج التقنيات الذكية ضمن المنظومة الطبية، في وقت تواجه فيه البشرية تحديات صحية عالمية متزايدة، تشمل ارتفاع عبء الأمراض المزمنة التي تشكل أكثر من 74% من الوفيات على مستوى العالم وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية إلى أكثر من 10 تريليونات دولار سنويًا. كما أعلن عن عزم شركة الاستثمارات الدوائية السعودية "لايفرا" توطين صناعة اللقاحات بالتعاون مع شركات عالمية، موضحًا أن ملتقى الصحة العالمي سيشهد توقيع اتفاقيات واستثمارات تتجاوز قيمتها 124 مليار ريال، ما يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للابتكار في القطاع الطبي.