من التجربة إلى التنفيذ: الإمارات تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى محركٍ حقيقي للاقتصاد الرقمي
في وقتٍ ما زالت فيه العديد من الدول تختبر قدرات الذكاء الاصطناعي في بيئات محدودة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إثبات ريادتها في تحويل التقنية إلى قوة إنتاجية واستثمارية تدعم اقتصادها الوطني. فقد أظهرت دراسة حديثة لشركة IBM بالتعاون مع Censuswide، أن الشركات الإماراتية سجّلت أعلى مكاسب إنتاجية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا نتيجة تبنّيها لحلول الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الدراسة، التي حملت عنوان "سباق العائد على الاستثمار (The Race for ROI)"، أن 77% من المؤسسات الإماراتية حققت تحسنًا كبيرًا في الإنتاجية التشغيلية بفضل الذكاء الاصطناعي، مقابل متوسط إقليمي يبلغ 66%، في حين أكد 20% من المشاركين أن شركاتهم حققت بالفعل العائد المتوقع على الاستثمار من مبادرات الذكاء الاصطناعي، ويتوقع 44% آخرون تحقيقه خلال عام واحد فقط. ويرجع هذا التفوق إلى النهج العملي الذي تتبعه الإمارات في ربط الذكاء الاصطناعي بمؤشرات أداء واضحة مثل: زيادة الكفاءة والإنتاجية عبر أتمتة العمليات. تحسين الإيرادات من خلال التحليل التنبئي وتجربة العملاء الذكية. خفض التكاليف التشغيلية وإدارة الموارد بكفاءة أعلى. رفع رضا الموظفين من خلال تمكين الكفاءات وليس استبدالها بالتقنية. كما تميزت التجربة الإماراتية بتركيزها على الذكاء الاصطناعي المسؤول، الذي يوازن بين التطور التقني والتمكين البشري، مدعومًا ببيئة تنظيمية وتشريعية متقدمة، وبنية تحتية رقمية عالمية المستوى تشمل مراكز بيانات عملاقة وشبكات اتصال عالية الكفاءة. ومنذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، رسّخت الدولة مكانتها كمحور إقليمي للابتكار الرقمي، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والنقل والخدمات الحكومية والمالية، ما جعل الذكاء الاصطناعي مكونًا أساسيًا في التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد معرفي مستدام. ويؤكد هذا النموذج الإماراتي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مشروع مستقبلي، بل أصبح ركيزة أساسية في بناء اقتصاد ذكي ومستدام، حيث تتحول التقنيات من أدوات مساعدة إلى قوة اقتصادية ملموسة تقود النمو وتزيد من تنافسية الدولة على الساحة العالمية.