رحيل يان لوكون يهز ميتا: صراع داخل عملاق التقنية يكشف مستقبل الذكاء الاصطناعي الحقيقي
في خطوة هزت أوساط التقنية العالمية أعلنت شركة ميتا عن مغادرة أحد أبرز رواد الذكاء الاصطناعي في العالم يان لوكون الذي شغل منصب رئيس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي في الشركة منذ عام 2013 ويُعد من أهم العقول التي أسست لثورة التعلم العميق. جاء القرار بعد خلافات متصاعدة بين لوكون والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج حول الاتجاه الذي تتبعه ميتا في تطوير الذكاء الاصطناعي حيث يرى زوكربيرج أن الشركة بحاجة إلى تسريع إنتاج النماذج والمنتجات لمنافسة شركات مثل OpenAI وجوجل بينما يتمسك لوكون بالبحث العلمي طويل الأمد الذي يركز على بناء ما يسميه “نماذج العالم” القادرة على فهم البيئة المادية والتعلم من الواقع وليس فقط من النصوص الرقمية. وتشير التقارير إلى أن لوكون يستعد لإطلاق مشروع جديد مستقل لمواصلة هذا النوع من الأبحاث التي يعتبرها مستقبل الذكاء الاصطناعي الحقيقي. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج بالنسبة لشركة ميتا التي فقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها السوقية بعد تراجع أسهمها بأكثر من 12% نتيجة القلق من حجم إنفاقها الضخم على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والذي تجاوز 100 مليار دولار. كما شهدت الشركة تغييرات جذرية في هيكلها القيادي حيث استقدمت ألكسندر وانغ مؤسس Scale AI لقيادة وحدة “الذكاء الفائق” الجديدة واستقطبت مهندسين من شركات رائدة مثل OpenAI وجوجل بأجور خيالية وصلت إلى 100 مليون دولار للفرد الواحد. يرى الخبراء أن رحيل لوكون لا يمثل مجرد انتقال مهني بل هو نقطة تحول في فلسفة ميتا من التركيز على الاكتشافات العلمية العميقة إلى التركيز على السرعة في تطوير المنتجات التجارية بهدف المنافسة وتحقيق الأرباح وهو ما يثير مخاوف من فقدان الشركة لميزتها البحثية التي لطالما تميزت بها. ومع مغادرة لوكون تنضم ميتا إلى مرحلة جديدة من سباق الذكاء الاصطناعي حيث تتصارع الشركات الكبرى بين من يسعى إلى بناء ذكاء حقيقي يفهم العالم فعلاً ومن يكتفي بتطوير نماذج لغوية تجيد المحاكاة دون وعي أو إدراك