ضغوط جيميني تهز أوبن إيه آي.. وتأجيل ميزات شات جي بي تي يكشف معركة الذكاء الاصطناعي الكبرى

2025-12-02 07:23 PM

في تطور مثير يعكس اشتداد المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي، قررت أوبن إيه آي تأجيل إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة التي كانت تخطط لطرحها في شات جي بي تي، وذلك بهدف التركيز على تحسين جودة النموذج الأساسي. الميزات المؤجلة تشمل الإعلانات، ووكلاء ذكاء اصطناعي للتسوق والمهام اليومية، إضافة إلى مساعد رقمي جديد يحمل اسم Pulse. وبحسب مذكرة داخلية كشفت عنها صحيفتا وول ستريت جورنال وذي إنفورميشن، أكد الرئيس التنفيذي سام ألتمان للموظفين أن الشركة بحاجة إلى تحسينات جوهرية في التخصيص، والسرعة، والموثوقية، وتمكين شات جي بي تي من الإجابة على نطاق أوسع من الأسئلة قبل التوسع في ميزات إضافية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الشركة ضغوطًا متزايدة من المنافس الأكبر غوغل، حيث أشارت تقارير تقنية إلى أن أحدث نماذج جيميني تتفوق على شات جي بي تي في عدد من اختبارات الأداء القياسية. ورغم أن شات جي بي تي يمتلك نحو 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا حتى سبتمبر، فإن جيميني يقترب بسرعة بعدما ارتفع عدد مستخدميه من 450 مليون في يوليو إلى 650 مليون في أكتوبر. ولا تقتصر المنافسة على غوغل فقط، فشركة أنثروبيك — مطورة روبوت الدردشة "كلود" — تحقق تقدمًا لافتًا في القطاع المؤسسي، ما يزيد الضغط على أوبن إيه آي لإثبات تفوقها. اقتصاديًا، تواجه الشركة وضعًا ماليًا حساسًا، إذ تخطط لاستثمار مئات المليارات في مراكز البيانات خلال السنوات المقبلة، رغم عدم تحقيقها أرباحًا حتى الآن. كما يعتمد قطاع الذكاء الاصطناعي بأكمله على ما يسمى "الصفقات الدائرية" بين الشركات، مما يجعل توقعات الربحية غير واضحة. وبينما تشير توقعات "أنثروبيك" إلى إمكانية تحقيق نقطة التعادل بحلول 2028، تتوقع أوبن إيه آي — وفق تقديراتها — خسارة 74 مليار دولار في العام نفسه، على أن تبدأ جني الأرباح ابتداءً من 2030 إذا تمكنت من رفع إيراداتها السنوية بنحو 200 مليار دولار. في ظل هذه التحديات، يبدو أن أوبن إيه آي دخلت مرحلة "تركيز دفاعي" للحفاظ على جودة منتجها الأساسي قبل الدخول في منافسات الميزات المتقدمة، في وقت تتسارع فيه معركة الهيمنة على الذكاء الاصطناعي عالميًا.