ثورة في التخزين العالمي: إطلاق أول خدمة تحفظ البيانات داخل الحمض النووي لآلاف السنين
أعلنت شركة أميركية مختصة بالتكنولوجيا الحيوية عن إطلاق Atlas Eon 100 وهي أول خدمة تجارية قابلة للتوسع تعتمد على الحمض النووي الاصطناعي لتخزين البيانات الرقمية لآلاف السنين في خطوة توصف بأنها تحول تاريخي يمهد للتخلي عن الأقراص الصلبة وبقية وسائط التخزين التقليدية. وكشفت شركة Atlas Data Storage في الثاني من ديسمبر عن النظام الجديد الذي يحول البيانات الرقمية من الأصفار والآحاد إلى شيفرة جينية مخزنة داخل DNA اصطناعي مجفف قادر على البقاء لعشرات الآلاف من السنين دون كهرباء أو صيانة متجاوزاً القيود العمرية للوسائط الحالية التي تحتاج لاستبدال دوري مثل الأشرطة المغناطيسية التي تستبدل كل سبع إلى عشر سنوات والأقراص الضوئية التي تتدهور سريعاً. وأكد مؤسس الشركة بيل بانياي أن ما أعلنته Atlas يمثل حصيلة أكثر من عشر سنوات من الابتكار وأنها الشركة الوحيدة عالمياً التي تقدم حلول تخزين تعتمد على الحمض النووي بهذا النطاق. وتمتاز التقنية بقدرتها على تخزين الصور والوثائق والفيديوهات والمحتوى الثقافي بكثافة تفوق الوسائط التقليدية بألف مرة مع موثوقية تكاد تلامس الكمال مما يجعلها خياراً مثالياً لحفظ الأرشيفات العائلية والوثائق القانونية والأعمال الفنية والتراث الثقافي والأفلام والمخطوطات وبيانات الأبحاث. وتشير الشركة إلى أن المؤسسات الكبرى مثل المتاحف والجامعات والحكومات تستطيع استخدام التقنية لتأمين اللغات المهددة بالانقراض ومسح الآثار والمجموعات التاريخية. وتأتي هذه القفزة في وقت تتضخم فيه كمية البيانات عالمياً بينما تعاني الوسائط التقليدية من قصر عمرها واستهلاكها للطاقة وتكلفتها البيئية العالية لتقدم تقنية الحمض النووي بديلاً أكثر كفاءة ونظافة واستدامة مع سهولة كبيرة في النسخ والنقل. وتوضح Atlas أن Atlas Eon 100 هو المنتج الأول في سلسلة من حلول تخزين تعتمد على الحمض النووي بسعات أكبر قد تصل لاحقاً إلى مستوى التيرابايت مما يمهد لعصر جديد يمكن وصفه بعصر الذاكرة الخالدة الذي تصبح فيه البيانات قادرة على النجاة قروناً متتالية متجاوزة عمر الإنسان ووسائطه التقنية.