كيف تولد الشرائح الإلكترونية؟ رحلة صناعة أعقد عقل للأجهزة الذكية من المادة الخام حتى الاختبار النهائي
تصنع الشرائح الإلكترونية أو المعالجات الدقيقة داخل أكثر خطوط الإنتاج تقدماً في العالم وهي القلب النابض لكل جهاز ذكي نستخدمه من الهواتف المحمولة إلى الحواسيب الفائقة وتبدأ رحلة كل شريحة من اختيار المادة المثالية التي تحدد قدرتها وكفاءتها حيث يعد السيليكون المادة الأكثر انتشاراً لقدرته على توصيل الكهرباء أو عزلها وفقاً للإضافات أو الشوائب التي تدمج معه بينما تظهر مواد جديدة مثل نترات الغاليوم وكربيد السيليكون كخيار متطور للتطبيقات عالية الطاقة أو البيئات القاسية ويواصل الباحثون استكشاف مواد ثورية مثل الغرافين التي قد تغير مستقبل صناعة الشرائح بالكامل ويبدأ التصنيع بنمو بلورات شبه موصلة نقية حيث تغمس بلورة أولية داخل سيليكون مصهور لتكوين هيكل بلوري متجانس يقطع لاحقاً إلى رقائق رفيعة تعرف باسم الوافر وتساعد تقنيات النمو المتفوق على إضافة طبقات بالغة الدقة تُستخدم لتشكيل طبقات الترانزستور النشطة وبعد قطع البلورة يتم صقل الرقائق وتنظيفها بعمليات كيميائية ومائية دقيقة ثم تغطيتها بطبقة عازلة قبل إجراء عملية التسوية الكيميائية الميكانيكية التي تضمن سطحاً مثالياً للخطوات اللاحقة وتأتي الطباعة الضوئية كمرحلة محورية حيث تنقل تصاميم الدوائر إلى الرقاقة عبر مادة حساسة للضوء تتغير عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية ليتم تحديد مكونات الشريحة بدقة نانومترية يلي ذلك الحفر الذي يزيل المادة من المناطق المحددة لتشكيل القنوات الدقيقة للترانزستورات ثم تأتي عمليات الترسيب لإضافة طبقات عازلة أو موصلة باستخدام أساليب فيزيائية وكيميائية متقدمة وتُزرع الأيونات داخل الرقاقة بهدف تعديل موصليتها وتوزيعها بدقة عالية لإنشاء الوصلات الداخلية للترانزستورات ثم يسهم التوصيل المعدني باستخدام النحاس أو الألمنيوم في ربط المكونات الداخلية للشريحة مع ضمان العزل الكامل بين الخطوط والتقليل من أي فقد أو قصر كهربائي وفي النهاية تخضع الشرائح لاختبارات قياسية صارمة للكشف عن أدائها الكهربائي ووظيفتها قبل التغليف والشحن لضمان وصولها إلى الأجهزة الذكية بأعلى جودة ممكنة وتعد هذه الصناعة نموذجاً للهندسة الدقيقة حيث تلتقي الفيزياء والعلوم والمعدات فائقة التطور لصناعة العقل الحقيقي الذي يدير عالمنا الرقمي اليوم