أزمة تقادم شرائح الذكاء الاصطناعي تتفاقم خسائر بـ400 مليار دولار وشرائح تفقد 90٪ من قيمتها خلال 4 سنوات

2025-12-11 10:18 PM

في سباق عالمي محموم لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي أنفقت شركات التكنولوجيا هذا العام ما يقارب أربعمئة مليار دولار على الشرائح المتقدمة ومراكز البيانات لكن هذا الإنفاق الهائل يثير موجة من القلق بشأن الجدوى الفعلية لهذه الاستثمارات وسط تساؤلات متصاعدة حول العمر الحقيقي لهذه الشرائح قبل دخولها مرحلة التقادم فقبل طفرة الذكاء الاصطناعي التي أشعلها شات جي بي تي كانت شركات الحوسبة السحابية تقدّر أن الخوادم والشرائح تعيش لمدة تصل إلى ست سنوات أما اليوم فيحذر الخبراء من أن هذه التقديرات أصبحت بعيدة تماماً عن الواقع إذ يشير متخصصون إلى أن الاستهلاك المكثف والتطور السريع في المعالجات يجعل من الصعب الاعتماد على تقدير الست سنوات التقليدي وتبرز المشكلة الكبرى في أن الشركات المصنعة للشرائح وعلى رأسها إنفيديا أصبحت تطلق أجيالاً جديدة من المعالجات بوتيرة غير مسبوقة فبعد أقل من عام على إطلاق شريحة بلاكويل أعلنت الشركة أن الجيل التالي روبن سيصل في عام 2026 بأداء يفوقها سبع مرات ونصف ما يعني أن الشرائح تفقد ما بين خمسة وثمانين إلى تسعين في المئة من قيمتها خلال ثلاث إلى أربع سنوات فقط كما تكشف تقارير حديثة عن ارتفاع معدلات تعطل شرائح الذكاء الاصطناعي بسبب حرارة التشغيل المرتفعة الأمر الذي يعرض الأجهزة للاحتراق وقد أظهر تقرير من ميتا أن معدل الفشل السنوي لوحدات لاما بلغ تسعة في المئة هذه المؤشرات دفعت محللين إلى القول إن العمر الفعلي لشرائح الذكاء الاصطناعي قد لا يتجاوز عامين إلى ثلاثة أعوام مما يضع الصناعة أمام صدام حقيقي مع التوقعات والأرباح ورغم دفاع إنفيديا عن تقديرات الصناعة التي تتراوح بين أربع وست سنوات وتأكيدها أنها مبنية على أدلة واقعية يرى كثيرون أن هذه التقديرات المتفائلة تخفي التكلفة الحقيقية للتقادم السريع ويحذر محللون من أنه إذا اضطرت الشركات إلى تقصير مدد الإهلاك المحاسبي للشرائح فإن ذلك سيقود مباشرة إلى تراجع الأرباح وارتفاع تكاليف رأس المال وصعوبات في الحصول على تمويل جديد ويقول خبراء إن مثل هذه الظروف قد تدفع الشركات إلى اللجوء إلى أساليب محاسبية معقدة قد تخلق مشكلات إضافية ويتوقع محللون أن آثار هذه الأزمة قد تمتد إلى قطاعات اقتصادية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد وبينما تملك شركات كبرى مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت القدرة على امتصاص تلك الصدمات بفضل مصادر دخلها المتنوعة تبدو شركات أصغر مثل أوراكل وكور ويف أكثر عرضة للخطر فهي مثقلة بالديون وتتنافس على شراء المزيد من الشرائح لتعزيز قدراتها السحابية ومع انخفاض عمر الشرائح تصبح الحاجة إلى استبدالها أكثر تكراراً ما يعني تمويلاً أكبر وكلفة أعلى إضافة إلى أن بعض القروض تستخدم الشرائح نفسها كضمان مما يجعل التقادم السريع تهديداً مباشراً لقدرة الشركات على سداد ديونها وفي محاولة للحد من الخسائر بدأت بعض الشركات تبحث عن حلول أبرزها إعادة بيع الشرائح القديمة أو استخدامها في مهام أقل تطلباً أو تشغيلها كوحدات احتياطية داخل مراكز البيانات ويرى خبراء أن شريحة إنتاج 2023 يمكن أن تكون مناسبة لمهام من الدرجة الثانية إذا كان ذلك مجدياً من الناحية الاقتصادية