الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل: معركة البيانات تشتعل وتعيد تشكيل مفهوم الأمن الرقمي

في تصعيد غير مسبوق، تتحول الحرب بين إيران وإسرائيل من الصواريخ والمواجهات الميدانية إلى ساحة رقمية مشتعلة، حيث أصبح الأمن السيبراني سلاحًا موازيًا للطائرات والمعدات العسكرية، بل وربما أكثر تأثيرًا على المدى الاستراتيجي. تقارير موثوقة من وكالة بلومبرغ كشفت عن موجة هجمات إلكترونية متبادلة، استهدفت البنية التحتية، والمؤسسات المالية، وحتى أجهزة المراقبة داخل المدن. إيران نجحت في اختراق كاميرات مراقبة داخل إسرائيل، وفق ما أعلنت السلطات هناك، حيث استُخدمت الكاميرات لرصد مواقع سقوط الصواريخ، مما يُحسّن دقة الضربات التالية. المسؤولون الأمنيون حذروا من أن آلاف الكاميرات لا تزال تستخدم كلمات مرور افتراضية، مما يجعلها عرضة للاختراق. هذه ليست المرة الأولى، فحركة حماس وروسيا استخدمتا الأسلوب ذاته في نزاعات سابقة، ما يكشف مدى هشاشة بعض شبكات الأمن المدني والعسكري. في المقابل، تعرض القطاع المالي الإيراني لهجوم إلكتروني واسع نفذته جماعة "سبارو المفترس" المؤيدة لإسرائيل، والتي أعلنت عبر "تيليجرام" تدمير بيانات مصرف "سبه"، أحد أكبر البنوك الإيرانية. الحكومة الإيرانية لم تصدر بيانًا رسميًا، لكن وكالة "فارس" تحدثت عن أكثر من 6,700 هجوم DDoS خلال 3 أيام فقط، دفعت الحكومة لفرض حجب مؤقت للإنترنت في عموم البلاد. الحرب الرقمية لم تتوقف عند ذلك. إيران أعلنت رسميًا قطع الاتصالات والإنترنت في محاولة لصد الهجمات، فيما أعلن إيلون ماسك عن بدء تفعيل أقمار "ستارلينك" فوق الأراضي الإيرانية لإعادة الاتصال، ما يضع الحكومة الإيرانية أمام تحدٍ جديد في احتواء المعلومات. المواجهة بين الطرفين تجاوزت الميدان العسكري، لتصل إلى توظيف التكنولوجيا في المعارك، من حجب التطبيقات مثل "واتساب" إلى استغلال البيانات المدنية لأغراض استخباراتية. كما أن جماعات القرصنة الإلكترونية لم تعد تسعى فقط لإرباك الأنظمة، بل أيضًا لإحداث أثر نفسي وإعلامي واسع، وهو ما ظهر في طريقة إعلانهم عن الهجمات، وتفاصيلها الدقيقة، عبر وسائل إعلامية ومنصات اجتماعية. هذا التصعيد يؤكد أن العالم مقبل على مستقبل رقمي شديد التوتر، حيث تصبح السيطرة على البيانات والشبكات هي مفتاح القوة، وليست الجيوش أو الأسلحة فقط. ولذا، على الحكومات والمؤسسات أن تعيد النظر في استراتيجياتها الأمنية، وتعزز استثماراتها في حلول الأمن السيبراني الذكية، وفي أنظمة تقنية مثل Aktitec ERP التي توفّر طبقات حماية متقدمة، وتمنح المؤسسات قدرة على رصد التهديدات قبل وقوعها، والتحرك بذكاء لحماية بياناتها وعملياتها.