إنتل تُغلق قسم هندسة السيارات وتعيد رسم خريطة أولوياتها في سوق أشباه الموصلات

في خطوة تعكس التحولات العميقة داخل واحدة من أكبر شركات تصنيع الرقائق في العالم، أعلنت إنتل عن إغلاق قسم هندسة السيارات وتسريح معظم موظفيه ضمن خطة إعادة هيكلة موسعة تستهدف التركيز على مجالات أكثر استراتيجية كالبنية التحتية ومراكز البيانات. هذا القرار، الذي أُبلغ للموظفين عبر مذكرة داخلية صباح الثلاثاء، يُشير إلى نهاية مرحلة استثمار طموح خاضته الشركة في قطاع تكنولوجيا المركبات منذ عام 2015 ورغم أن قطاع السيارات لم يكن مصدرًا رئيسيًا للإيرادات داخل إنتل، إلا أن الشركة راهنت على مستقبل المركبات المُعرفة بالبرمجيات وأنظمة القيادة الذاتية عبر استثمارات كبيرة، شملت ضخ 250 مليون دولار في تقنيات السيارات، بالإضافة إلى الاستحواذ على شركة "موبيل آي" مقابل 15.3 مليار دولار عام 2017، والتي انفصلت لاحقًا كشركة مستقلة مدرجة في البورصة مع احتفاظ إنتل بحصة كبيرة فيها وفي عام 2020، عززت إنتل هذا التوجه بالاستحواذ على شركة "موفيت" الناشئة بقيمة 900 مليون دولار، كما عرضت مؤخرًا تقنياتها الخاصة بالمركبات الذكية في معرض CES 2025، بما في ذلك نظام على شريحة مدعوم بالذكاء الاصطناعي مخصص للسيارات وكان من المقرر إنتاجه بحلول نهاية عام 2025 لكن الرياح لم تجرِ بما تشتهي الشركة، فمع تباطؤ المبيعات وتوقعات السوق القاتمة، حذر الرئيس التنفيذي ليب بو تان من موجات تسريح تشمل قطاعات متعددة داخل إنتل، وهو ما انعكس بالفعل في إعلانها الأخير عن تقليص قوة العمل في قسم "إنتل فاوندري" بنسبة 15 إلى 20% بدءًا من يوليو إغلاق قسم السيارات، رغم أنه لم يكن قلب النشاط داخل إنتل، يحمل دلالات عميقة على إعادة تشكيل أولويات الشركات العالمية في ظل ضغوط الأسواق والتغيرات التكنولوجية. كما يؤكد أن السباق نحو قيادة تقنيات المستقبل يحتاج إلى تركيز مكثف واستثمار ذكي في المجالات الأكثر ربحًا وتأثيرًا