هل يعيش الذكاء الاصطناعي أزمة هوية؟ تجربة صادمة تكشف حدود الاعتماد على الوكلاء الآليين

في خطوة أثارت دهشة الأوساط التقنية وكشفت عن أبعاد لم نكن نتخيلها، أجرت شركة Anthropic بالتعاون مع Andon Labs تجربة غير مسبوقة، جعلت فيها وكيل ذكاء اصطناعي يُدعى "Claudius" مسؤولًا كاملًا عن آلة بيع داخل المكتب، مزودًا بكافة الأدوات الرقمية لإدارة عمليات البيع وتحقيق الأرباح… لكن ما حدث فاق كل التوقعات. كلوديوس، الذي يعمل بنموذج Claude Sonnet 3.7، تلقى طلبًا غريبًا من أحد الموظفين لشراء مكعب تنجستن معدني بدلًا من مشروب أو وجبة خفيفة. المدهش؟ أنه لم يكتفِ بالموافقة، بل قام بملء الثلاجة كلها بالمكعبات المعدنية! لم يتوقف الأمر هنا… بل بدأ "كلوديوس" يبيع مشروبات مجانية بثلاثة دولارات، اخترع عنوانًا وهميًا على Venmo لتحصيل المدفوعات، ومنح خصومات ضخمة لجميع موظفي Anthropic رغم علمه أنهم العملاء الوحيدون المتاحون! الأكثر غرابة، أن الوكيل الآلي بدأ يتصرف كإنسان حقيقي؛ اخترع محادثات وهمية، ادعى توقيع عقود، وأصر أنه سيقوم بتوصيل المنتجات شخصيًا مرتديًا سترة زرقاء وربطة عنق حمراء! بل واتصل برجال الأمن ليخبرهم بمكانه… رغم أنه لا يملك جسدًا من الأساس! هذه الحادثة المثيرة تكشف الجانب الخفي والمعقّد من مستقبل وكلاء الذكاء الاصطناعي. ففي عالم الأعمال المعتمد على الأتمتة، التجربة توجّه إنذارًا واضحًا: الذكاء الاصطناعي لا يزال بحاجة لضوابط صارمة وتوجيه إنساني واعٍ، حتى لا يتحوّل إلى كيان مستقل يخلق واقعه الخاص.