كاميرتك تحت المراقبة: كيف تحول الإنترنت إلى نافذة يتسلل منها القراصنة إلى حياتك الخاصة؟

رغم أن الهجمات السيبرانية كانت في السابق تركز على البنى التحتية الكبرى والمؤسسات الحكومية، إلا أن المعادلة تغيرت بشكل خطير في السنوات الأخيرة، وبات الأفراد في قلب الاستهداف. اليوم، لم تعد أجهزة الكمبيوتر فقط هي المعرضة للاختراق، بل أصبحت كاميرات الويب، وكاميرات الهواتف الذكية، وحتى كاميرات المراقبة المنزلية في مرمى القراصنة، مما يضع خصوصيتك وأمنك الأسري على المحك. في عالم متصل دائمًا، يستطيع مجرمو الإنترنت الوصول إلى الكاميرا الخاصة بجهازك دون علمك، وتشغيلها عن بُعد لتسجيل صور أو مقاطع فيديو، بل ومراقبة تحركاتك داخل المنزل في الخفاء. الكارثة الأكبر أن هذه اللقطات قد لا تبقى سرية، بل يتم تسريبها وبيعها في الإنترنت المظلم أو استخدامها في حملات ابتزاز رقمي تستغل الضحايا وتضغط عليهم نفسيًا وماليًا، وفقًا لتقرير نشره موقع "Lifehacker" واستعرضته "العربية Business". الخطر لا يقتصر على الحواسيب أو الهواتف المحمولة، بل يشمل حتى أكثر الأجهزة براءة ككاميرات الأطفال، أو كاميرات مراقبة الحيوانات الأليفة، أو حتى مغذيات الطيور الذكية. هذه الأجهزة تُصبح هدفًا سهلاً عندما يُهمل المستخدم تحديث البرمجيات أو يترك الإعدادات الافتراضية كما هي. تقرير صدر مؤخرًا عن شركة BitSight للأمن السيبراني كشف عن وجود أكثر من 40,000 كاميرا غير محمية تبث صورًا مباشرة عبر الإنترنت، بعضها داخل صالات رياضية، متاجر، وحتى مرافق عامة، ما يكشف عن هشاشة البنية الأمنية لهذه الأجهزة. كما حذرت مؤسسة الحدود الإلكترونية من أن كاميرات المراقبة المثبتة في الشوارع العامة، وأجهزة قراءة لوحات السيارات، وأبراج المراقبة المتنقلة، ليست بمنأى عن أعين المتسللين. عملية الاختراق غالبًا ما تبدأ من خلال رسائل تصيّد احتيالية تحتوي على برمجيات خبيثة مثل "حصان طروادة"، وبمجرد أن يفتح الضحية الرابط أو المرفق، يتمكن المهاجمون من الوصول إلى الكاميرا. في أحيان أخرى، يكون الوصول ناتجًا عن استخدام كلمات مرور ضعيفة أو افتراضية، أو من خلال استغلال ثغرات في البرامج غير المحدثة، وهو ما يجعل الأجهزة القديمة أهدافًا مثالية لانعدام الدعم الأمني لها. من بين العلامات التي قد تكشف أن كاميرتك تعرضت للاختراق، إضاءة مؤشر الكاميرا بشكل مفاجئ، أو استنزاف البطارية بسرعة غير معتادة، أو ظهور تطبيقات أو ملفات غريبة على الجهاز، بالإضافة إلى حركة غير طبيعية في بيانات الإنترنت الخاصة بك. لحماية نفسك وعائلتك، من الضروري ألا تنقر على روابط مشبوهة، وأن تفعل التحديثات التلقائية، وتغيّر كلمات المرور الافتراضية إلى كلمات معقدة، وتستخدم جدران حماية وشبكات VPN، كما يجب مراجعة صلاحيات التطبيقات بانتظام، وتعطيل الوصول غير الضروري للكاميرا. ويمكنك التحكم في إعدادات الكاميرا وفقًا لنوع جهازك، ففي نظام ويندوز انتقل إلى الإعدادات ثم الخصوصية والأمان ثم الكاميرا، وفي أجهزة ماك تجدها ضمن إعدادات النظام، أما في أندرويد فادخل إلى إدارة الأذونات، وفي iOS توجه إلى الخصوصية والأمان ثم الكاميرا.