أمازون تتجاوز حاجز المليون روبوت: ثورة في أتمتة المستودعات وتكامل الذكاء الاصطناعي

في إنجاز تقني يُعد علامة فارقة في مجال الأتمتة، أعلنت شركة أمازون عن تجاوز عدد الروبوتات العاملة في مستودعاتها حاجز المليون، بعد 13 عامًا من دخولها عالم الروبوتات منذ استحواذها على "كيفا سيستمز" عام 2012. وقد تم تسليم الروبوت رقم مليون مؤخرًا إلى منشأة توزيع تابعة لها في اليابان، مما يؤكد التوسع السريع في اعتماد تقنيات التشغيل الذاتي في سلسلة الإمداد العالمية للشركة. ووفقًا لتقرير نشره موقع TechCrunch، فإن 75% من عمليات التسليم العالمية لأمازون أصبحت تعتمد على الروبوتات بشكل أو بآخر، وهو ما يعكس التحول الجذري الذي تشهده الشركة في سبيل خفض التكاليف ورفع كفاءة التشغيل. ويأتي هذا الإنجاز ضمن خطة شاملة لأتمتة عمليات بقيمة 200 مليار دولار، تستهدف فيها أمازون تحقيق التوازن بين القوى العاملة البشرية والآلية في مراكزها حول العالم. ولتعزيز قدرات الأسطول الآلي، أطلقت أمازون نموذج ذكاء اصطناعي توليدي جديد يُدعى DeepFleet، تم تطويره عبر منصة AWS السحابية. يقوم هذا النموذج الذكي بتنسيق حركة الروبوتات داخل المستودعات بكفاءة أعلى، ما ساهم في رفع سرعة الأداء بنسبة 10% بحسب تصريحات الشركة. وقد تم تدريب DeepFleet على كميات ضخمة من بيانات المخزون وسلوك المستودعات الداخلية. وفي إطار تطوير الأجهزة، كشفت أمازون عن روبوت جديد باسم "فولكان" يتميز بذراعين أحدهما لإعادة ترتيب المخزون والآخر مزود بكاميرا وكأس شفط لالتقاط البضائع بدقة، إضافة إلى ميزة فريدة تتمثل في حاسة اللمس التي تمكّن الروبوت من الشعور بالعناصر التي يتعامل معها. هذا التوسع في الاعتماد على الروبوتات لم يأتِ على حساب القوى البشرية، بل بالعكس، أعلنت أمازون في أكتوبر 2024 عن إطلاق "مراكز التوزيع من الجيل التالي"، والتي تضم عشرة أضعاف عدد الروبوتات مقارنةً بالمنشآت الحالية، إلى جانب موظفين بشريين لتوفير بيئة عمل هجينة عالية الكفاءة. وقد تم افتتاح أول هذه المراكز في مدينة شريفبورت بولاية لويزيانا، بالقرب من حدود تكساس، ليكون نموذجًا حيًا لمستقبل الخدمات اللوجستية الذكية. إن الرقم "مليون روبوت" لا يمثل فقط إنجازًا عدديًا، بل يجسد التحول المستمر نحو اقتصاد مؤتمت قائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث تتجه كبرى الشركات إلى إعادة رسم معالم الإنتاج والتوزيع العالمي.