الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل الوظائف: موجة تسريح مرتقبة وتحذيرات من صدمة رقمية قادمة

تشهد الساحة التكنولوجية تحولًا لافتًا في لهجة كبار التنفيذيين، مع تصاعد التحذيرات من الأثر العميق للذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف. لم تعد هذه التوقعات مجرد تحليلات نظرية، بل تحوّلت إلى تصريحات مباشرة تُطلق من على منصات كبرى الشركات الأميركية، في ما يشبه سباقًا محمومًا للإقرار بحجم التغيير القادم. في مايو 2025، صدم داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، الجميع بتوقعه أن نصف الوظائف المبتدئة في أميركا قد تختفي خلال خمس سنوات فقط، مؤكدًا أن البطالة قد تقفز إلى 20%. وعلى الرغم من صدمة التصريح، إلا أنه لم يكن الوحيد. شركات كبرى مثل Amazon وJPMorgan وFord بدأت أيضًا بإطلاق تحذيرات مشابهة. ماريان ليك، رئيسة الخدمات المصرفية للأفراد في JPMorgan، توقعت أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تقليص القوى العاملة بنسبة 10%. أما آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، فوصف التحول الجاري بأنه "نادر"، مؤكدًا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى تغييرات هيكلية في طريقة عمل الشركات. وفي تصريح أكثر جرأة، حذّر جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة Ford، من أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل فعليًا نصف الموظفين من أصحاب الياقات البيضاء في أميركا. بينما وصف الرئيس التنفيذي لشركة ThredUp الوضع بأنه "أوسع وأعمق مما يتخيله كثيرون"، مشيرًا إلى أن التأثير سيكون مدمرًا وغير مسبوق في تاريخ سوق العمل. هذه التصريحات تمثل انعطافة واضحة في لهجة الشركات الكبرى، التي كانت تتجنب سابقًا الإقرار العلني بتأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف. لكن اليوم، ومع الضغوط التكنولوجية المتسارعة، لم يعد هناك مجال للصمت أو التردد. ما يحدث ليس موجة تغيير عابرة، بل إعادة رسم كاملة لخريطة الوظائف والمهارات المطلوبة في المستقبل. وفي ظل هذا الواقع الجديد، تبدو الشركات، وحتى الأفراد، بحاجة ملحة لإعادة تقييم استراتيجياتهم واستعداداتهم لمواجهة عصر التحول الذكي، حيث لن يكون البقاء إلا للأكثر تكيفًا.