الذكاء الاصطناعي ينقذ النحل: Beewise تُطلق خلايا نحل ذكية تقلل الخسائر وتعيد إحياء التلقيح الزراعي

في خطوة ثورية لإعادة تعريف مستقبل الزراعة والتلقيح البيئي، ابتكرت شركة Beewise الأميركية الناشئة خلايا نحل صناعية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتكون بديلاً ذكيًا وفعالًا عن الخلايا الخشبية التقليدية، التي لطالما شكلت رمزًا ريفيًا لكنه أصبح مهددًا بالانقراض. تعتمد هذه الوحدات المتطورة على هيكل معدني أبيض مغطى بألواح شمسية، وتضم ماسحًا ضوئيًا وذراعًا آلية قادرة على مراقبة وتحليل الحالة الصحية للمستعمرة على مدار الساعة. والنتيجة؟ تحسينات هائلة في رعاية النحل وتقليل معدلات النفوق بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالأساليب التقليدية. من خلال أكثر من 300 ألف وحدة نشطة في الولايات المتحدة، تُستخدم هذه الخلايا في تلقيح محاصيل استراتيجية مثل اللوز والفستق، في وقت تشهد فيه أميركا أعلى معدل فقد لمستعمرات النحل منذ عقود، مما يهدد اقتصادًا زراعيًا بمليارات الدولارات. توفر خلايا Beewise تدفقًا لحظيًا للبيانات، وتحلل ما يصل إلى 6000 زنزانة نحل باستخدام الذكاء الاصطناعي لرصد أي مؤشرات تحذيرية مثل الطفيليات أو ضعف التكاثر. عند ظهور خلل، يتلقى النحال إشعارًا مباشرًا عبر تطبيق مخصص. وتُشبه هذه التقنية جهازًا للرنين المغناطيسي داخل خلية نحل! الشركة، التي جمعت أكثر من 170 مليون دولار كتمويل استثماري، تخطط لتوسيع عملياتها إلى مليون وحدة خلال ثلاث سنوات، وتطمح إلى إحداث تحول شامل في قطاع تربية النحل العالمي. ووفقًا للرئيس التنفيذي سار سافرا، يمكن للذكاء الاصطناعي والروبوتات أداء 90% من مهام النحال اليدوية، مما يخفض التكاليف ويزيد من الكفاءة والشفافية. وتصف الشركة منتجاتها بأنها "فنادق خمس نجوم للملقحات"، حيث تقلل الخسائر إلى أقل من 8% فقط، مقارنة بالمعدل السنوي العالمي الذي يتجاوز 40%. ومن المتوقع أن تُحقق Beewise إيرادات تبلغ 100 مليون دولار هذا العام، مما يثبت أن التحول الذكي في الصناعات البيئية لم يعد خيارًا، بل ضرورة لحماية التوازن البيئي والزراعي على حدٍ سواء.